آفة العلم

pada April 13, 2025 Waktu Membaca 1 Menit

“آفة العلم نسيان”، يتداول هذا القول بين الناس كثيرا، خاصة بين طلبة العلم. كأن هذا القول يأمر من يسمعه بمراجعة علمه كيلا ينسى. ولكن، هناك ما هو أشد ضرارا منه: الإنكار. مثلا: رجل يعلم الحق من الباطل، ولكنه استحب الباطل من الحق لسبب ما. وهذا واقع عندنا اليوم، ومن أسبابه الغلط في تربية أبنائنا، خاصة في المرحلة الابتدائية. وسنتحدث عنه اختصارا، إن شاء الله.

أصل المعنى

الإنكار لغة مصدر من فعل “أنكر- ينكر”, بمعنى ” جهله” أو “جحده ولم يعترف به”. وذكر في القرآن في عدة مواضع, نحو في سورة يوسف: {… وهم له منكرون}. وهذا الذي كان يفعله الكفار، كانوا يعرفون نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم-, ولكنهم لا يؤمنون به تكبرا وحماية لشأنهم بين الناس.

اليوم

إن هذه المشكلة قد حدثت وانتشرت مرة أخرى في عصرنا الحاضر. المعلومات التي اكتسبها الناس لا تنطبق في حياتهم اليومية. سأضرب مثالا في أمر التدخين. أكيد، أغلب المدخنين يعلمون أن السيجارة وأخواتها تسبب أمراضا متعددة، منها السرطان. ومع ذلك، لا يزالون يدخنون ويعللون فعلهم هذا بحجج لا يعقلها العاقل. 

ذلك مثال بسيط، وهناك أمثلة كثيرة تدل على أن كثيرا من الناس يطلبون العلم لا لأجل تطبيقه في الحياة, وإنما لهدف آخر. إننا قد رأينا الناس حاليا يتعلمون لأغراض دنياوية، لكسب المال أو للارتقاء في المنزلة أو ليكون علمه سلاحا عند الجدال فحسب. فأصبحت حضارتنا اليوم لا تصحبها الأخلاق الكريمة. رفعت الأبنية لللصوص، ونسجت الألبسة للبغايا، فما الفائدة؟ هذا الذي سوف يحدث إن كان هدف المتعلم لغير الله. 

الحل

هاهنا إيرما براويتاساري, خبيرة في علم التربية تقول: “التربية الإسلامية تهدف (رضا) الله.” وإذا نوى كل طالب العلم تعلمه لله فسيذكر نيته في البداية بعد ما حصل على ما أراده من العلم. وفقا على ما قالته إيرما، ويندي زارمان، الباحث في معهد الأفكار الإسلامية  والبناء البشري ((PIMPIN باندونج، يقول: “منهج التعليم من الأحسن أن ىوجه لتكوين الإنسان الحسن كإنسان وعبد الله.”

فعلا، هناك دوافع آخرلإصلاح هذه الآفة كالتعويد وتأسيس البيئة المناسبة, ولكن الأسس هو النية الخالصة. والمرحلة الابتدائية لها دور كبير في إجرائه؛ لكونها المرحلة الرسمية الاولى عند الحكومة. والله أعلم.


 معجم الرائد (فتح في برنامج “معجم المعاني”)

سورة البقرة:  146  

إيرما براويتاساري، “6 قواعد تربية الأخلاق الإسلامية”, مجلة “إسلاميا”، صحيفة “ريبلوبيكا” (17/01/2013) 

ويندي زارمان، “الأمر الواقع في منهج التعليم الوطني”, مجلة “إسلاميا”، صحيفة “ريبلوبيكا” (18/12/2014)  

أحمد نور قلبي

Artikel Terkait